عرض رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع  الرئيس فؤاد السنيورة للاوضاع العامة والتحديات التي تواجه لبنان على اكثر من صعيد.

وبعد اللقاء تحدث الرئيس السنيورة فقال:” إن الامل كبير الآن بعد انتخاب رئيس الجمهورية، واختيار المجلس النيابي للدكتور نواف سلام رئيساً للحكومة ونجاحه في تأليف هذه الحكومة التي نتمنى لها كل التوفيق. هذه الخطوة هي للعودة الى الاصول لممارسة العمل السياسي في لبنان بعد فترات عجاف مرّ بها، والمخالفات الكبرى التي كانت ترتكب ضد الدستور وما يمليه علينا اتفاق الطائف الذي ارتضاه اللبنانيون من اجل انهاء الحرب، ويختصر كل ما له علاقة بالميثاق الوطني والعيش المشترك بين اللبنانيين. وبالتالي هذه مناسبة من اجل تجديد التأكيد على اهمية احترام الدستور والعودة الى حسن واستكمال تطبيق اتفاق الطائف الذي يضع الطريق واضحة للعودة الى مبدأ فصل السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية، وتعاونها وتوازنها حتى لا تطغى سلطة على اخرى.”

وقال:” اعتقد ان امامنا فترة صعبة يجب  فيها ان يصار الى ملاقاة حقيقية لتوقعات اللبنانيين، وتحديد الاولوية، ومعالجة الكثير من المشكلات، بالتعاون بين اللبنانيين والسلطات الدستورية، وبالعودة الى بناء علاقاتنا الصحية مع اشقائنا العرب والمجتمع الدولي. وهذا يقتضي بداية التأكيد على انسحاب اسرائيل الكامل في 18 شباط الحالي وان يكون هذا الموقف شاملاً لجميع اللبنانيين، والتطبيق الصحيح والحقيقي والصادق للقرار 1701 بما فيه التفاهمات التي تمت الموافقة عليها والمفاوضة عليها من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري واقرّتها الحكومة. علينا ان نقوم بواجبنا وان نستعيد صدقيتنا لدى العالم. من هنا، تبدأ امكانية معالجة المسائل التي نحتاج فيها الى دعم اشقائنا العرب واصدقائنا لتخطي المشاكل.”

وتابع: “ليس من مستحيل طالما هناك ارادة، وهذا ينطبق على كل المشكلات التي نمرّ بها ومنها تلك المستجدة الآن في ما يتعلق بالطروحات المستهجنة التي نسمعها من قبل القادة الاسرائيليين والرئيس الاميركي، وكلها تختزن مخاطر على المنطقة العربية ولبنان. هذا الامر يقتضي منا، الى جانب اشقائنا العرب، اتخاذ موقف رافض لكل هذه الطروحات يؤكد على حق الفلسطينيين في ان يكون لهم وطنهم ودولتهم المستقلة والسيدة والحرة”.

ثم التقى الرئيس عون الرئيس تمام سلام الذي هنأه بانتخابه، واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع على الساحتين اللبنانية والاقليمية.

وبعد اللقاء، قال سلام: “زيارتي هي للتهنئة اولاً بانتخابه، وللتداول والاستماع الى ما لدى فخامته من تطلع ورؤية لهذه المرحلة الصعبة التي يمر بها البلد، علماً ان الاستحقاق الانتخابي استكُمل بتأليف الحكومة التي نتمنى لرئيسها القاضي نواف سلام التوفيق، والبلد بحاجة الى عناية سريعة لكثير من الأمور”.

وقال: “نأمل ان تكون الاجواء مؤاتية للمؤتمنين على السلطة اليوم، لتكون متعاونة ومتراصة لما فيه خير البلد. ويمكنني القول ان اللبنانيين بغالبيتهم الساحقة هم من “الاوادم”، وينتظرون الخير وما سيأتي به عليهم وعلى لبنان، فهنيئاً لنا جميعاً ما وصلنا اليه اليوم.”

وإلتقى، الرئيس عون، رئيس الحكومة الأسبق حسان دياب، الذي قال:”استعرضنا المرحلة الجديدة في لبنان، وهنأناه على تأليف الحكومة الجديدة.”

أضاف: “نحن نعلّق امالاً كبيرة على نجاح هذه الحكومة في مواجهتها لكافة التحديات، ونتمنى كل الخير للحكومة ورئيسها. كما تطرقنا خلال اللقاء الى موضوع الانسحاب الاسرائيلي الكامل من لبنان في 18 شباط الحالي”.

وبعد الظهر استقبل الرئيس عون وفدا من الجامعة الأميركية في بيروت برئاسة رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري الذي شدد على إلتزام خطاب القسم لما فيه مستقبل أفضل للبنان، وقال: “ان عهدكم هو الفرصة الأفضل التي أتت للبنان منذ قرابة الستين عاما. ونحن نتطلع الى ان يكون عهدكم عهد إستعادة الإزدهار للبنان”، وقال: “نحن حريصون لا بل اكيدون ان هناك رجل دولة بكل معنى الكلمة على رأس الجمهورية، إضافة الى وجود رجل دولة في رئاسة الحكومة، وعلينا ان نقوم بكل ما يلزم لتسهيل دورهما.”

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، وشاكرا لأعضائه تهنئتهم، مكررا على أهمية الاستثمار في العلم، “كما ذكرت في خطاب القسم.”

وشدد رئيس الجمهورية “انه على الجامعات في لبنان ان تتضافر جهودها، الى جانب كافة طاقات المجتمع من اجل نهوض لبنان الأكاديمي، والسياسي، والإقتصادي…” مشيرا الى “انه إذا ما اتجهت كافة هذه الطاقات لخدمة المصلحة العامة، وليس الى المصالح الشخصية، فإن نهوض لبنان سيقلِّع بقوة، لا سيما وان لدينا فرصا كثرية فتحها لنا العالم، وعلينا ان نستغلها.”

By omar28

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *